عالم شباب سوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المحيطات

اذهب الى الأسفل

المحيطات Empty المحيطات

مُساهمة  Zeino الخميس مارس 13, 2008 4:01 pm

آيات الله في البحار و المحيطات





و هو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً و تستخرجوا منه حلية تلبسونها و ترى الفلك مواخر فيه و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون .قرآن كريم 16/41 .

عظمة البحار

تشغل البحار و المحيطات ، حيزا كبيرا من سطح الأرض ، يبلغ نحو ثلاثة أرباعه . و تختلف صفات الماء عن الأرض ، بسهولة تدفقه من جهة إلى أخرى ، حاملا الدفء أو البرودة . و له قوة انعكاس جيدة للإشعاع الشمسي ، ولذا فإن درجة حرارة البحار لا ترتفع كثيرا أثناء النهار ،و لا تنخفض بسرعة أثناء الليل فلا تختلف درجة الحرارة أثناء الليل عن النهار بأكثر من درجتين فقط .

و يقول أحد العلماء أن البحر يباري الزمان في دوامه ، و يطاول الخلود في بقائه . تمر آلاف الأعوام بل وعشرات الالوف و الملايين ، و هو في يومه هو أمسه و غده ، تنقلب الجبال أودية ، و الأودية جبالا ، و قد دلت الأبحاث العلمية أن أقصى أعماق البحار تعادل أقصى علو الجبال ، و قد صرح الكابتن جاك ايف كوستو مكتشف أعماق البحر في أوائل سبتمبر سنة 1956 بانه قد أمكن التقاط صور فوتوغرافية على عمق 25080 قدما و أنه أكتشفت الوانا جيدية من الحياة و أنواعا لا عهد للعلم بها . و تدل الصور التي التقطت على قاع المحيط على أن قاع المحيط ليس منبسطا كما كان مفهوما .

قوة البحار

" و إذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم و كان الإنسان كفورا ". قرآن 17 / 67 .

ماء المحيطات و البحار ، و البحيرات و الأنهار ، و الترع و القنوات مصدرها واحد .... ذرات من إيدروجين ... أتحدت مع ذرات من أكسجين ، فكونت الماء .. الذي يسير دائما في اتجاه واحد... لا يختلف و لا يتغير .. يسير حاملا الحياة .. و لكن هل الماء دائما يجري لجلب الحياة و السعادة ...؟ ألا ما أقواه !...

و ما أقساه !!فإنه أحيانا يكاد يكون أقوى و أقسى ما في الوجود على وجه الإطلاق ، فهو يجرف كل ما يقف في سبيله دائما كائنا ما كان !! و هو يسبب كوارث الفيضانات و لكل صلب .. و إليه يفتت الحجر ، و تهوي تحت نقاطه الصخور و كل صلب .. و إليه يرجع ما في المحيط من روعة و عمق ... سر و رهبة ... خطر و فزع ... و لعل أبدع ما قيل في وصف زمجرة البحر ، لمن قال .. من اتفق له أن يعرف ما الزوبعة البحرية ... تدوم ثلاثة أيام أو أربعة لا تقعد لها قائمة ... و لا لها شدة ..لجج متصاعد كالجبال ، و خنادق منخفضة كالأودية ، اتصال ما بين البحر و السماء ، لا بر ينظر ، و لا أفق يبصر ، و أرض الا قباب الأمواج ، ولا بحر إلا غيوم السماء . فالموج الذي يرتفع عادة إلى 25 قدما قد يرتفع في أيام العاصفة إلى 130 قدماً ، و إذا عرفت أن للقدم الواحد في كل موجة قوة مدمرة زنتها ستة آلاف رطل لأمكننا أن نتصور مدى الدمار الذي تنتجه هذه الأمواج .

ففي عام 1872 اقتلعت موجة عاتية في أسكتلندا مرسى حديدياً زنته مليونا و 700 ألف رطل ، و أخرى حملت صخرة وزنها 175 ألف رطل إلى ارتفاع مائة قدم .

و في عام 1737 و في ميناء بابجوك هاج البحر و قتل 300 ألف إنسان و دمر 20 الف مركب . " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فرقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور قرآن كريم 24/40 ثم على حين فجأة ، يصفوا الجو ، و تعتدل الرياح ، و يسكن البحر ن و تظهر السماء و تنكشف الأرض ، فلا يملك الإنسان الا أن يسبح بحمد الله قائلا :

" بديع السموات و الأرض و إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون" . قرآن كريم 7/117 .

أحياء البحار

يقول الدكتور " هدسون" أنظر إلى العالم العجيب السابح في نقطة ماء ، و تأمل تلك الأحياء ، مكبة على عملها ، غادية رائحة ، و أعجب من أجسامها ، و أراقبها وهي تطلب قوتها ، و تنقض على فريستها ، و تهرب من عدوها فلا تتمالك من أن تعترف بأن عواطف الإنسان ، تجتاح صدور حيوان أصغر من إن يرى . و الحياة ملء البحار حقا ، فإن عدد أصناف الكائنات الحية المجودة في البحار ، أكثر من عدد الموجود على الأرض على وجه الإطلاق . و اختلف الكائنات الحية الموجودة في البحار اختلافا واسعا ، حتى أنها مازالت تتزايد في عدد تصنيفها ، فمنها قريص البحر ، تلك الكائنات الصغيرة التي يبلغ عدد الموجودين منها في الميل المكعب الواحد ، نحو رقم يبلغ سبعة عشر عدداً أي بلايين البلايين . و منها الدوركال الذي يبلغ طوله 120 قدما . و فيها الأسماك الصغيرة ، و التي تتغذى عليها الكبير ، و منها الكاشلوت ، و هو الحوت ، الذي يطوف طولا و عرضاً ، و يجول فيه جولات الأسد في غابته ... و له أنياب حادة ، و قوى غير متصورة ، تمكنه من مهاجمة المراكب بل تحطيمها ،و من عجائب أحياء البحر ، السمك الهلامي ، و الحيوانات الرخوة . و للبحر طائر خاص به ، و هو الصخاب ،و هو طائر ضخم الجثة ، قوي الصوت جداً ، يبلغ طول جناحيه متى كانا ممدودين خمس عشرة قدما .

ويبقى هذا الطائر ساعات متوالية طائرا ، و قيل أنه ينام محلقا قي الفضاء ... و يكفي أن يتفكر الإنسان في ملايين الصيادين الذين ينشرون شباكهم في البحر و يخرجون كل ساعة ملايين الملايين من أطنان الأسماك ... و كأن مافي البحر لا يتأثر بكل ما يصطادون ..!! و تتفاوت الأعماق التي فيها هذه الحيوانات ، و لكل عمق أصناف مميزة موجودة به.. و سنقتصر في الحديث عن أمثلة قليلة ، من ملايين أمثلة الأحياء في البحار ، التي تنطق بعظمة الخالق ، و قدرة الصانع :

الأميبيا

كائن حي دقيق الحجم ن يعيش في البرك و المستنقعات ، أو على الأحجار الراسية في القع ، ولا يرى بالعين إطلاقا ، و هو يرى بالمجاهر ، كتلة هلامية يتغير شكلها بتغير الظروف و الحاجات . فعندما تتحرك ، تدفع بأجزاء من جسمها تكون به شكلها بتغير الظروف و الحاجات . فعندما تتحرك ، تدفع بأجزاء من جسمها تكون به زوائد ، تستعملها كالأقدام ، للسير بها إلى المكان المرغوب .

و لذا تسمى هذه الزوائد ، بالأقدام الكاذبة . و إذا وجدت غذاء لها ، أمسكت به بزائدة أو زائدتين ، و تفرز عليه عصارة هاضمة ، فتتغذى بالمفيد منها ، أما الباقي فتطرده من جسمها .. و هي تتنفس من كل جسمها بأخذ الأوكسجين من الماء .. فتصور هذا الكائن الذي لا يرى اطلاقا بالعين !! يعيش و يتحرك !! و يتغذى و يتنفس !! ويخرج فضلاته ... فإذا ما تم نموه ، انقسم على قسمين و ليكون كل قسم حيوان جديداً!!

الإسفنج

كان الإسفنج يعتبر من النباتات حتى عام 1765 حين لاحظ العلامة " أليس " عند فحصه أحد أنواع الإسفنج الحية ، أن الماء يدخل من مسامه الجانبية ، و يخرج من فتحة عليا بطريقة مطردة ، فداخله شك إذ ذاك ، بأن ما يفحصه ربما يكون حيوانا . و في عام 1852 وضع العلامة روبرت جرانت الإسفنج في موضعه الحالي باعتباره حيوانا .

و من الإسفنج ، ما هو دقيق الحجم ، لا يرى إلا بجهد ، و منه ما يبلغ حجما كبيرا . كما يختلف لونه ، فمنه الأصفر و الأخضر ، و البرتقالي و الأحمر و الأزرق ...

و على جسمه عدة ثقوب صغيرة ، و أعلاه فتحة واسعة .. فيدخل الماء محملا بالكائنات الحية و المواد الغذائية من الفتحات الجانبية ، بينما تخرج البقايا من فتحته العليا . و لهذا فهو يختلف عن كافة أحياء العالم في أنه يستعمل الفتحة الرئيسية العليا ، لا لتناول الغذاء بل لإخراج بقايا منها .

الأسماك

حيوانات مائية ، تحورت أجسامها بما يوائم معيشتها في الماء . فجسمها يشبه القارب ،لا مكان بقائها فيه ، و لها زعانف على هيئة المروحة ، تحفظ توازنها أثناء سباحته ، كما يساعده على العوم . أما ذيلها فمفلطح مقوس من وسطه ، لستطيع به تغيير طريق سيره في الماء .. و من عجيب صنع الله ، وجود كيس مستطيل في الجزء الظهري للسمكة ممتلئ بمقدار من الهواء يزيد حجمه أو ينقص ، على حسب حاجة الحيوان. و هذا الكيس يسم كيس العوم .. و للسمك فتحات خارجية ، هي الفم و الأنف و الخياشيم ، و فتحات تناسلية و إخراجية .

ومن الأجهزة العجيبة في السمك ، الخيشوم الذي يتنفس به إذ أن الحيوان يفتح فمه ، فيدخل فيه الماء ثم يقفله فيمرالماء من الفتحات الجانبية للفم إلى الخيشوم ، الذي يحصل على الأكسجين من الماء و يطرد ثاني أكسيد الكربون .

نجم البحر

حيوان بحري يشبه النجم في شكلها ، و هو مختلف الحجم و اللون ، ويوجد في جميع البحار . و يتركب جسم الحيوان من قرص ، في وسطه فتحة الفم ، و يتفرع من هذا القرص خمسة أذرع متشابهة شكلا ، و متساوية طولا و حجما . وسطحها العلوي أقتم من السفلي . و يوجد على جسمه عدد كبية من صفائح صلبة تبرز منها أشواك ، كثيرا ما تعلق بها الأعشاب و الحشائش و الأوساخ .

و لذا نجد أن هذا الحيوان ، قد زود جسمه بأعضاء صغيرة تشبه الملقط ، يحافظ بها على نظافة جسمه بما يلقط بها مما علق بأشواكه .

و يتغذى نجم البحر بالحيوانات الرخوة ذات المصراعين ، و هي المعروفة بالمحار و يفترسها بطريقة غريبة ، هي في ذاتها دليل على وجود الله ، و على رحته التي عمت كل الوجود . فمتى وجدت نجمة ، محارة , ضعتها بين أذرعتها الخمس ، وقوست جسمها فوقها ، و ألصقت بمصراع المحارة عددا من أقدامها ، و تشد هذه الأقدام في اتجاهين متضادين فتفتح المصراع . و نجمة البحر ن صبورة جلدة ، لو صادفت محارة قوي المصراع ، ظلت تشده مدة طويلة إلى أن تتهادى قوته ، و يفتح المصراع مقهورا أمام ذلك الجلد و الصبر .

و متى فتح المصراع ، أخرجت النجمة جزءا من معدتها خارج فمها ، يلتف حول المحار ثم تأخذ في امتصاص ما به حتى تأتي عليه .

المرجان

المرجان من عجائب مخلوقات الله يعيش في البحار على أعماق تتراوح بين خمسة أمتار و ثلاثمائة متر ، و يثبت نفسه بطرفه الأسفل بصخرة أو عشب . و فتحة فمه التي في أعلى جسمه أعلى جسمه ، محاطة بعدد من الزوائد تستعملها في غذائه . فإذا لمست فريسة هذه الزوائد ، و كثيرا ما تكون من الأحياء الدقيقة كبراغيث الماء ، أصيبت بالشلل في الحال ، و التصقت بها ، فتنكمش الزوائد نحو الفم ، حيث تدخل الفريسة إلى الداخل بقناة ضيقة تشبه مريء الإنسان .

و من دلائل قدرة الخالق ، إن حيوان المرجان يتكاثر بطريقة أخرى هي التذرر ، و تبقى الأزرار الناتجة متحدة مع الأفراد التي تذررت منها ، و هكذا تتكون شجرة المرجان التي تكون ذات ساق سميك ، تأخذ في الدقة نحو الفروع التي تبلغ غاية الدقة في نهايتها ، و يبلغ طول الشجرة المرجانية ثلاثين سنتيمترا و الجزر المرجانية الحية ، ذات ألوان مختلفة ، نراها في البحار صفراء برتقالية ، أو حمراء قرنفلية ، ا, زرقاء زمردية أو غبراء باهتة .

و المرجان الأحمر ن هو المحور الصلب المتبقي بعد فناء الأجزاء الحية من الحيوان . و تكون الهياكل الحجرية مستعمرات هائلة . وكان المظنون أن هذه المستعمرات أن هي الا قمم البراكين المغمورة تحت الماء.

و أكثر ما توجد هذه المستعمرات في المحيطين الهندي و الهادي ، حيث ترتفع عن الماء و تتسع حتى يبلغ من اتساعها أن تستعمر وتأهل بالسكان . و قد تبقى تحت سطح الماء ، و بذلك تصبح خطرا يهدد الملاحة .

و من هذه المستعمرات ، سلسلة الصخور المرجانية المعروفة باسم الحاجز المرجاني الكبير ، الموجود بالشمال الشرق لاستراليا ، و يبلغ هذه السلسلة 1300 ميل ، و عرضها 50 ميلا ، و هي مكونة من هذه الكائنات الحية الدقيقة الحجم !!.

حيوان اللؤلؤ

لعل اللؤلؤ أعجب ما في البحر ، فهو يهبط إلى الأعماق ، وهو داخل صدفة من المواد الجيرية لتقيه من الأخطار ، و يختلف هذا الحيوان عن الكائنات الحية في تركيبه و كرقة معيشته ، فإنه شبكة دقيقة كشبكة الصياد ، عجيبة النسج ، تكون كمصفاة تسمح بدخول الماء و الهواء و الغذاء إلى جوفه ، و تحول بين الرمال و الحصى و غيرها . و تحت الشبكة أفواه الحيوان ، و لكل فم أربع شفاه ، فإذا دخلت ذرة رمل ، او قطعة حصى ، أو حيوان ضار عنوة إلى الصدفة ، سارع الحيوان إلى افراز مادة لزجة يغطيها بها ، ثم تتجمد مكونة لؤلؤة ، و على حسب حجم الذرة التي وصلت يختلف حجم اللؤلؤة .

هذا إلى غير ذلك من آلاف بل ملايين الأصناف من الحيوانات البحرية الأولية كالبرامسيوم و غيرها .


http://ocean.arabhs.com/
Zeino
Zeino
Admin
Admin

المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 03/01/2008
العمر : 32
الموقع : http://www.banfahem.jeeran.com

http://banfahem.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المحيطات Empty الحياة في أعماق المحيطات

مُساهمة  Zeino الخميس مارس 13, 2008 4:02 pm

الحياة في أعماق المحيطات

الحياة نفحة من الخالق العظيم، يضعها الله في أي مكان يريده، والبحار والمحيطات مليئة بأنواع وأنماط متباينة وكثيرة. ولكن هل يوجد نوع من الحياة لا نعرفه في أعماق المحيطات والبحار؟. وما هي الحياة في هذه الأعماق السحيقة؟ .

وعندما يكون الحديث عن هذه الأعمال السحيقة التي نعتقد بقلة وسائل الحياة فيها، فإننا سندهش عندما نجد أنماطاً من الحياة في جو تنعدم فيه كل مقومات الحياة والوجود البيولوجي.
وفي هذا المقال نستعرض رحلة قام بها خمسة وعشرون عالماً لدراسة أنماط الحياة في أعماق المحيط الهادي. ولعل السبب الذي دفع أولئك العلماء للقيام بهذه المهمة العلمية هو الدليل العلمي الذي قام بتسجيله معهد سكريبز Scripps لعلوم البحار والمحيطات بالتعاون مع جامعة أوريجون Oregon ومعهد وودزهول لعلوم المحيطات بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث استطاعوا تسجيل تغيرات دقيقة في درجات الحرارة فوق نقطة من قاع المحيط الهادي عند غور جزر الجالاباجوز في غرب الأكوادور.
كان العلماء على متن غواصة الأبحاث يراقبون مظاهر الحياة في أعماق المحيط. كانت تيارات الماء تحمل معها بعض الديدان العملاقة والسرطانات التي تمشي بخفة فوق الحمم البركانية عند عمق يصل إلى حوالي ثلاثة كيلومترات حيث تبلغ درجة الحرارة هناك حوالي 17 درجة مئوية. وكانت الغواصة تحوم فوق كائنات حية تعيش حول ينبوع ماء حار ينبثق من داخل قشرة المحيط. كان العلماء الجيولوجيون والجيوكيميائيون يجمعون كثيراً من المعلومات لأول مرة عن نشاط المحاليل المائية الحارة المتدفقة من أعماق المحيط. وكان العلماء البيولوجيون منهمكين في التعرف على التاريخ الحيوي لتلك البقعة المهمة من المحيط الهادي. كانت هناك تجمعات أحيائية كثيفة عند ثغور صغيرة في الأعماق، وكأنها تشبه واحات مزدهرة بالحياة والأحياء في صحراء قاحلة لا تشرق عليها الشمس. وقد كشف جهاز السونار (Sonar) الذي يستخدم الموجات الصوتية، وكذلك آلات التصوير المثبتة في الغواصة كميات مترسبة لأكاسيد فلزية، ربما تكون قد تكونت نتيجة لنشاط المحاليل المائية الحارة، وقد احتوت عينات المياه عند تلك المناطق على كميات غير عادية من نظائر غازي الرادون والهيليوم، كما أن درجة الحرارة ترتفع ارتفاعاً كبيراً كلما اقتربت الغواصة من مناطق التمعدن.

الدراسة العلمية

كان العلماء الجيولوجيون والبيولوجيون يلتقطون عينات من المياه الحارة والصخور والرسوبيات، ويتفحصون مظاهر الحياة ويمعنون النظر فيها، ويدرسون كيفية وصولها إلى تلك المنطقة من المحيط، وعندما عاد العلماء إلى ظهر سفينة الأبحاث وفتحوا عينات المياه، زكمت أنوفهم رائحة البيض الفاسد (رائحة غاز كبريتيد الهيدروجين)، وكان هذا دليلاً مادياً على وجود تفاعل كيميائي وظاهرة فيزيائية أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة، وكونت المعادن الموجودة، وأدت إلى التكيف الاحيائي في تلك المنطقة من قاع المحيط.

كيف حدث هذا ؟

يعتقد العلماء أن هذه المنطقة تشكل الفاصل بين الألواح المحيطة للقشرة الأرضية المحيطية، حيث تتدفق الحمم البركانية ثم تبرد وتتشقق وتتخللل فيها مياه البحر لتصبح ساخنة، وتفقد هذه المياه بعض عناصرها وتكسب بعض العناصر الأخرى مثل المنجنيز والسيلكون من صخور القشرة المحيطية. تصعد المياه بعد ذلك خلال الشقوق فوق قاع المحيط حيث تترسب أكاسيد الفلزات، ويعود هذا إلى نظام دورة مياه المحيط خلال الشقوق حيث تتصل هذه المياه بالصهير الناري لتعود وهي في درجة حرارة أعلى لترسيب كثير من المعادن والعناصر الفلزية.
إن مياه المحيط تمر خلال القشرة المحيطية، وتحت تأثير الحرارة والضغط العاليين تتحول كبريتات مياه المحيط إلى مركب كبريتيد الهيدروجين، ويقوم نوع معين من البكتريا بتمثيل كبريتيد الهيدروجين حيث يتكاثر في هذه الظروف، وتتغذى الكائنات البحرية بهذه البكتريا. وهكذا فإن البكتريا تلعب دوراً مهماً في تلك الأعماق السحيقة، حيث تقوم مع التفاعلات الكيميائية والفيزيائية بإيجاد مصدر آخر للطاقة بدلاً من ضوء الشمس، حيث تنبثق الحياة في تلك الأعماق السحيقة بقدرة الخالق العظيم.

الحياة في الأعماق

في تلك الأعماق كان العلماء يدرسون الحياة من خلال نوافذ الغواصة في صحراء المحيط الشاسعة، حيث توجد بعض الحيوانات اللافقارية مثل المرجان الثماني ذو اللون الأحمر الفاتح، ونجوم البحر التي تعيش فوق صخور البازلت، كما توجد شقائق النعمان وسرطانات البحر التي تتغذى على ديدان ريش البحر. وقد لاحظ العلماء أن هناك ينابيع من المياه الدافئة المحملة بالبكتريا والكبريت حيث تصل درجة الحرارة هناك إلى حوالي 12 درجة مئوية.

الحياة فوق الحمم البركانية

لقد تكونت الحمم البركانية على شكل وسائد فوق قاع المحيط أثناء تدفق الطفوح البركانية من خلال شقوق المحيط. وحيث أن مياه المحيط تضغط على هذه الحمم بمقدار طنين على البوصة المربعة، فإن الحمم البركانية تتجمد مكونة الأشكال المعروفة بالحمم الوسادية أو مخدات الحمم البركانية (Pillow Lavas). وكلما بردت الحمم البركانية فإن سطحها يتشقق لتندفع من خلاله مياه البحر وتأخذ طريقها في القشرة المحيطة حديثة التكوين. وفي هذه البيئة تختزل كبريتات مياه البحر إلى غاز كبريتيد الهيدروجين، حيث تقوم بعض أنواع البكتريا بتمثيله لتعيش عليه مجموعة كبيرة من الكائنات الحية. ويعتقد العلماء البيولوجيون الذين قاموا بهذه المهمة العلمية بأن هناك تنوعاً كبيراً في الكائنات التي تعيش على قاع المحيط، حيث تتكيف تلك الكائنات مع ظروف الحرارة والضغط والظلام والتغذية السائدة هناك. وتتغذى الكائنات الحية على مخلفات الكائنات الميتة التي تتساقط من السطح الذي يمتلأ بالكائنات الحية إلى الأعماق التي تندر فيها الحياة إلا في تلك البقعة الكائنة في جزر الجالاباجرز في غرب الأكوادور، وصدق الله العظيم: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا، الإسراء (الآية 70).
Zeino
Zeino
Admin
Admin

المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 03/01/2008
العمر : 32
الموقع : http://www.banfahem.jeeran.com

http://banfahem.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المحيطات Empty «المناطق الميتة» في المحيطات تهدد حياة الكوكب

مُساهمة  Zeino الخميس مارس 13, 2008 4:03 pm

«المناطق الميتة» في المحيطات تهدد حياة الكوكب


يشكل انتشار ما يسمى "المناطق الميتة" التي ينعدم فيها الاوكسجين في المحيطات والتي تعتبر مقبرة للاسماك والنباتات البحرية، تهديدا خطير لكوكب الارض كما يؤكد خبراء يشاركون في مؤتمر عن البيئة في جيجو بكوريا الجنوبية.

وتشكل هذه "المناطق الميتة" مشكلة كبيرة لمئات ملايين البشر الذين يعتمدون على البحار والمحيطات في معيشتهم وكذلك بالنسبة للكثيرين الذين يعتمدون على السمك والاطعمة البحرية في غذائهم.

وبعض المناطق التي ينعدم فيها الاوكسجين صغيرة نسيبا اذ لا تتجاوز مساحتها الكيلومتر المربع بينما تبلغ مساحة مناطق اخرى اكثر من 70 الف كيلومتر مربع.

ويعود السبب في انتشار المناطق الميتة الى التلوث خاصة الافراط في استخدام النتروجين في الاسمدة، طبقا للمعلومات التي قدمت لوزراء بيئة وخبراء من مائة دولة يشاركون في هذا المؤتمر الدولي عن البيئة.

واستنادا الى برنامج البيئة التابع للامم المتحدة المنظم للمؤتمر فان عدد المناطق الميتة تضاعف منذ التسعينات ليصل الى حوالي 150 منطقة.

وقال المدير الاداري لبرنامج البيئة كلاوس توبفير "من الواضح انه اذا لم يتم اتخاذ اجراء عاجل لمعالجة اسباب المشكلة فمن المرجح ان تتفاقم بسرعة".

واضاف ان "مئات ملايين البشر يعتمدون على البيئة البحرية للحصول على الطعام وكمصدر للرزق ولاسباب تتعلق بحضارتهم".

وطبقا لاحصاءات الامم المتحدة فان العالم يحصل حاليا على 17 بالمئة من البروتين الحيواني من الاسماك.

ويتعرض ذلك المصدر الحيواني حاليا لخطرين على الاقل اولهما الصيد الجائر الذي اتى على مخزون الاسماك خلال العقود الماضية وثانيهما انتشار رقعة المناطق الميتة.

ويؤكد ماريون تشيتل العالم البارز في قسم الانذار المبكر والتقييم في برناج البيئة التابع للامم المتحدة ان المناطق الميتة كانت في معظم الحالات "حضانات" تنمو فيها الانواع البحرية اليانعة.

وصرح تشيتل بانه "اذا تضررت تلك الحضانات فان تجدد المخزون السمكي سيتأثر بشكل كبير".

واضاف "ان هذه المسالة اصبحت ملحة جدا لاننا نعلم انه حتى الان تضاعف عدد المناطق الميتة التي تم تحديدها خلال العقد الماضي".

وقد تم التركيز على هذه المسالة في الكتاب السنوي حول البيئة العالمية لعام 2003 وهو عبارة عن تقرير حول صحة الكوكب صدر في بداية هذا المؤتمر لبرنامج البيئة الذي يستمر ثلاثة ايام تنتهي الاربعاء.

ويرتبط انتشار المناطق التي يقل فيها مستوى الاوكسجين في البحار والمحيطات والتي تم التعرف عليها اول مرة في اوائل الستينات بالافراط في استخدام الاسمدة الزراعية التي تعتمد على النتروجين.

وعلى اليابسة يساعد النتروجين في نمو النباتات الا انه يتسبب عند انجرافه الى البحار والانهار في نمو الطحالب البحرية بشكل كبير.

وعندما تنمو هذه النباتات الصغيرة على سطح المحيط تنزل الى القاع وتتحلل متستنفدة كل كمية الاوكسجين مما يؤدي الى اختناق انواع الحياة البحرية الاخرى.

كما تزيد مخلفات الوقود العضوي للسيارات ومحطات الطاقة في زيادة مستوى النتروجين في المحيطات.

ومع انعدام الاوكسجين تقل اعداد الاسماك والمحارات وغيرها من اشكال الحياة البحرية الهامة مثل احواض الاعشاب البحرية.

وتوجد المناطق الميتة الكبيرة نسبيا في خليج المكسيك في خليج تشيسابيك قبالة الساحل الشرقي الاميركي وبحر البلطيق والبحر الاسود واجزاء من البحر الادرياتيكي.

كما ظهرت مناطق ميتة اخرى قبالة سواحل اميركا الجنوبية واليابان والصين واستراليا ونيوزيلندا.

وتوجد مناطق الميتة دائمة كما توجد اخرى سنوية او متقطعة.

وينتهي مصير معظم الـ 160 مليون طن من النتروجين التي تستخدم سنويا كسماد، في البحر.

وقال برنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان الجهود يجب ان تتركز حاليا على خفض الافراط في استخدام النتروجين من اجل اعادة الحياة الى البحر.

وتمكنت الدول الاوروبية الواقعة في حوض نهر الراين من خفض كميات النتروجين التي تصل الى بحر الشمال بنسبة 37 بالمئة في الفترة من 1985 وحتى 2000 وذلك من خلال اتفاق مشترك بينها، طبقا لما افاد البرنامج.

ويدعو البرنامج الى زراعة المزيد من الغابات والاراضي العشبية لامتصاص فائض النتروجين وكذلك الى تحسين معالجة مخلفات الصرف الصحي.

ويعتبر هذا المؤتمر الاول الذي يعقد في آسيا ويشارك فيه اكثر من 100 وزير ومسؤول رفيع المستوى من 155 بلدا.
Zeino
Zeino
Admin
Admin

المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 03/01/2008
العمر : 32
الموقع : http://www.banfahem.jeeran.com

http://banfahem.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المحيطات Empty إحراز تقدم في تنفيذ مدونة السلوك الدولية للصيد الرشيد

مُساهمة  Zeino الخميس مارس 13, 2008 4:04 pm

إحراز تقدم في تنفيذ مدونة السلوك الدولية للصيد الرشيد

روما 8 يونيو/ حزيران 2004 ، أفادت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أن عدداً متزايداً من الدول يتخذ حالياً سلسلة من الإجراءات بهدف المحافظة على محيطات العالم وإستعادتها حيث جعلت قطاعاتها السمكية تتماشى مع مبادئ ومعايير مدونة السلوك للصيد الرشيد .

وفي هذا المجال قال السيد ايشيرو نومورا ، المدير العام المساعد ، مسؤول قطاع مصايد الأسماك لدى المنظمة ،"أنه رغم التحديات فإننا متأكدون من حصول تقدم متواصل في مجال دفع المجتمع الدولي وعلى نطاق أوسع للإلتزام والعمل بنصوص مدونة الصيد الرشيد ".

وحسب تقارير المنظمة فإن 52 دولة عضو قد أبلغت أن خططها لإدارة مصايد الأسماك تتضمن عناصر من المدونة المذكورة ، بما في ذلك إجراءات الحث على إستخدام وسائل ومعدات صيد مختارة، وتحريم الممارسات التدميرية وضمان مستويات الصيد المسموح بها بما يعكس حالة المخزونات ويسمح باعادة تكوين مخزونات جديدة .

وأشارت الى أن الخطوات التي تتخذها 50 دولة عضو تضمن قيام السفن بالصيد في المناطق المحددة من قبل البلدان الأخرى بموجب ترخيصات أصولية بما يُسهم في تحسين مراقبة نشاط سفن الصيد الأجنبية العاملة في مثل تلك المناطق. وعلى الصعيد نفسه نفذت 49 دولة عضو سياسات بهدف تحديد الصيد العشوائي مع الحد من حجم الفاقد من المصيد .

وفي رأي السيد تومورا " أن الأمر مشجع سيما وأن المدونة تُعد آلة طوعية ، غير أنني أعتقد أن ذلك يعكس وعياً متنامياً لأن خلق مصايد أسماك تتحلى بالمسؤولية لا يلعب دوراً فاعلاً في المحافظة على النظم الخاصة ببيئات المحيطات فحسب بل يساعد في الواقع على ضمان مستقبل قطاع الثروة السمكية".

وأكد السيد نومورا أن هناك الكثير ما هو مطلوب تنفيذه لضمان إدارة مصايد الأسماك بصورة مستدامة ورشيدة، موضحاً أن الدلائل تشير الى أن عدداً من البلدان والقطاع الصناعي الخاص قد بدأوا الإستجابة الى الهموم ذات العلاقة بالبيئة والإفراط في الصيد ".

تحديات متعددة:
لاحظت المنظمة أن وتيرة الإلتزام بمدونة الصيد الرشيد تتباين من مكان الى آخر ،غير أن التحديات الرئيسية في أغلب الحالات هي محدودية الموارد المالية والقدرات التقنية ، في حين وجدت من الناحية الأخرى ، أن في الإمكان تحسين الإجراءات المعمول بها حالياً مثل تحديد مستويات الصيد المتفق عليها بموجب تقييم المخزونات أو في ضوء تطبيق حقوق الصيد .

وتجدر الاشارة الى أن شعار يوم البيئة العالمي ( المطلوب حية أم ميتة البحار والمحيطات ) ركز في العام الحالي ، على مشاكل أبرزها التلوث وتنمية السواحل والتغييرات في الأحوال الجوية والممارسات غير المستدامة .

والمعلوم أن مدونة السلوك للصيد الرشيد التي أعدتها منظمة الأغذية والزراعة و170 بلداً ليست ملزمة ، غير أن موافقة الحكومات عليها يلزمها العمل بما تضمنه من المبادئ والمعايير التي يهدف البعض منها الى حماية بيئات المحيطات ومختلف أنواع النباتات والحيوانات البحرية ، إذ بعد أن تمت الموافقة على المدونة جرت أيضاً مفاوضات بشأن قدرات الصيد المفرطة والصيد غير المشروع ، وإدارة مصايد أسماك القرش وحالات المصيد العرضية من طيور البحر . ومن المنتظر أن يوقع ممثلوا البلدان على هذه الخطط للموافقة عليها لغرض تطبيقها على الصعيد القطري .

وحسب مصادر المنظمة ، فقد تم إحراز بعض التقدم على صعيد الموافقة على مدونة الصيد الرشيد ، حيث أن 9 بلدان فقط قد اعدت الى الآن خططاً قطرية لتحديد قدرات الصيد، في حين أن 42 بلداً بصدد الإعداد لمثل تلك الخطط. وهناك 6 دول تُعالج مسائل ذات علاقة بصيد سمك القرش و10 دول أخرى على وشك الإنتهاء من مثل هذه الخطط. كما طورت 35 دولة خططاً للحد من الصيد غير المشروع وغير المنتظم وغير المبلغ عنه.



ومن بين الأنشطة الإضافية التي تقوم بها المنظمة بهدف تعزيز تنفيذ مدونة السلوك للصيد الرشيد وخطط عملها الدولية :
- إعداد مجاميع من الخطوط التوجيهية حول صيد الأسماك والأحياء المائية وإدارتها بطريقة رشيدة.
- إطلاق برنامج خاص بالمدونة لمساعدة البلدان النامية على تطبيقه.
- عقد سلسلة من الاجتماعات بالتعاون مع وكالات صيد الأسماك القطرية والأقليمية ، فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية حول تطبيق المدونة .

وقد لاحظت المنظمة أن مدونة الصيد الرشيد قد تم ترجمتها الى 40 لغة مختلفة وتم نشرها من خلال عدة قنوات منها الحكومات وهيئات مصايد الأسماك الإقليمية والمنظمات غير الحكومية.

ويعتقد السيد نومورا "أن مصايد الاسماك هي واحدة من بين العديد من الأنشطة البشرية ذات التأثير البيئي على المحيطات ، غير أن الملايين من بني البشر تعتمد عليها في الوقت نفسه من أجل الغذاء أو الدخل ، لذلك فإن الإدارة الرشيدة لمصايد الأسماك هي الطريق نحو الحد من التأثيرات على مصايد الأسماك بما يضمن إستمرارية الميزات التي تقدمها هذه المصايد للمجتمعات
Zeino
Zeino
Admin
Admin

المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 03/01/2008
العمر : 32
الموقع : http://www.banfahem.jeeran.com

http://banfahem.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المحيطات Empty ضرورة الغوص إلى أعماق جديدة لعلاج مشكلات تردي المحيطات

مُساهمة  Zeino الخميس مارس 13, 2008 4:04 pm

ضرورة الغوص إلى أعماق جديدة لعلاج مشكلات تردي المحيطات





روما / فانكوفر 5 مايو / أيار 2004 ، جاء في الدراسة التي تقدمت بها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) الى المؤتمر العالمي الرابع حول مصايد الأسماك الذي يختتم أعماله يوم غد ( الخميس ) في مدينة فانكوفر بكندا ، أن المحافظة على محيطات العالم يمكن أن تتحقق فقط اذا ماعولجت المشاكل الأكبر ذات الصلة بالجوع والفقر والتخلف بطريقة مناسبة .

ففي كلمة ألقاها كبير الخبراء في مصايد الأسماك لدى المنظمة السيد كيفرن كوكراين والذي يمثل المنظمة في المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 1500 موفداً من 80 بلدا ، قال " أن ملايين الأشخاص يعتمدون على مهنة الصيد كوسيلة للتغذية أو كسب الرزق ، لاسيما في البلدان الأشد فقراً في العالم " ، مؤكداً أن " تنفيذ اجراءات أشد بصدد المحافظة واتباع خطوات أكثر استدامة من ناحية الصيد في تلك المناطق يستدعي معالجة أسباب الفقر وانعدام الأمن الغذائي من جذورها ".

وأشار الى أن الناس الذين يعتمدون اعتماداً كبيراً على الأسماك والموارد السمكية من أجل العيش وتحديد نمط معيشتهم ، قد يعترضون على أية اجراءات تهدد فرص وصولهم الى مثل تلك الموارد ، بما في ذلك اجراءات المحافظة على الموارد البحرية "

وأضاف أنه لاتتوفر لدى الكثير من البلدان النامية شبكات تعنى بخدمات السلامة الاجتماعية ولا توجد موارد بديلة لكسب الرزق والعيش، لذلك فان ردود الفعل ستكون أقوى ومبررة نظراً للإحساس بانعدام الأمن والتمتع برغبة أكبر للتمسك بالأمر الواقع ".

وتشير الارقام المتيسرة لدى المنظمة الى أن صافي العائدات من تجارة الأسماك ( الصادرات ناقصا منها الواردات ) من جانب البلدان النامية ، الى أنها بلغت مؤخراً 17.7 مليار دولاراً. ويُعد هذا الرقم أكبر من الرقم الذي سجلته صادراتها الاجمالية من الشاي والأرز والكاكاو والبُن ، ومع ذلك مازالت الإحصاءات لدى الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة تشير الى أن مليار و200 مليون نسمة يعيشون على دولار واحد فقط باليوم في حين أن 842 مليون شخص ينامون دون أن يتوفر لديهم مايكفيهم من شئ يأكلونه يوميا ، وأن الكثير منهم يعيشون في البلدان النامية .


مشاكل مترابطة :
عل الصعيد العالمي ، تفيد المنظمة في تقاريرها أن 25 في المائة من مخزونات الأسماك البحرية الرئيسية قد تعرضت للاستغلال المفرط أو انه قد تم استغلالها بصورة معتدلة . وتشير التقارير أيضا الى أن 47 في المائة من مخزونات مصايد الأسماك قد تم استغلالها استغلالا تاماً، لذلك فان امكانيات الصيد قد أوشكت على نهايتها أو وصلت الى الحد الأقصى من الحدود المستدامة لها . علاوة على ذلك ، تفيد التقارير أن 18 في المائة من المخزونات الاضافية أو مجاميع من بعض الأنواع قد تعرضت للاستغلال المفرط ، بينما 10 في المائة فقط قد نفدت الى حد كبير ، أو أنها تستعيد عافيتها بعد تعرضها للنفاد.

ولغرض تحسين الأوضاع الراهنة وبلوغ قطاع عالمي من الثروة السمكية المستدامة ، قال ممثل المنظمة الى المؤتمر العالمي لمصايد الأسماك " لابد من اعتماد الخطط والاستراتيجيات القائمة ، بما في ذلك مدونة السلوك الخاصة بالمنظمة حول الصيد الرشيد ، غير أن الأمر يتطلب من المجتمع الدولي أن يعالج بصورة فعالة المشاكل الفعلية ذات العلاقة بالفقر والجوع والتخلف" . وقال أيضا أن " حلول المساحيق السمكية وادارة المحيطات تبدو انها فاشلة حتماً ، وأن التوفيق بصدد استخدام الموارد البحرية والمحافظة عليها عالميا وبصورة متواصلة يمكن أن يصبح حقيقة قائمة فقط اذا ماتم الأخذ بعين الاعتبار بكل هذه المستلزمات ".
Zeino
Zeino
Admin
Admin

المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 03/01/2008
العمر : 32
الموقع : http://www.banfahem.jeeran.com

http://banfahem.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى