عالم شباب سوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سوالف مزعل الدواح

اذهب الى الأسفل

سوالف مزعل الدواح Empty سوالف مزعل الدواح

مُساهمة  Zeino الأربعاء يناير 16, 2008 9:56 pm

قصص ومقالات أدبية


سوالف مزعل الدواح جزء -1
محسن صابط الجيلاوي نشرت في الحوار النتمدن يوم
2003 / 8 / 1
سوالف مزعل الدواح جزء -1-

لم يعد لمزعل الدواح إلا أيام معدودات ويغادر هذا المنفى الاضطراري، ذلك المنفى اللعين الذي اعتصر الروح والجسد بغبار متراكم متعفن لا تستطيع روحه العليلة أن تحتمله. أيام وسنين يراها مزعل مرت لاهثة تداخل فيها الخوف والحب والصراع وكثرة الأماكن والصداقات وعداوات الرفاق. كثيرة هي الأشياء التي ترج كامل كيانه يداهمه إحساس حاد انه الان أمام حقيقة عارية بأن الوطن أصبح قريبا أكثر من أي وقت مضى حتى عندما كان فيه قبل 24 عاماً .

اه يا مزعل أين أبوك الذي عند صدمه الأسئلة والأحداث العظيمة لا يتمم إلا بعبارة بلابوش دنيا، عبارة تختزن كل شئ، كلوحه فيها من التكثيف كل تلك العبقرية التي اختزنها وأبدعها ابن الغراف، ابن الليالي الصعبة وساعات الخطر . هو تربى بهذا الريف المعطر بالألم والفقر والثورة الحمراء كما يسميها فاضل المطلك ذلك الرجل المتناهي الاندفاع والمفتوح بصدر مزنر بالرصاص والمتهيئ لكل فرس جامحة عصت الترويض....

اليوم هو يومك الحاسم، لأول مره تمتلك قرارك الحر بان تعود إلى وطن وارض أحببتها بكل قوه، اليوم ستقرر يا مزعل لوحدك دون مسئولك الحزبي أو المنظمه أو ظروف المعيشة. أنت الآن حر كدجله ينساب هادئا نحو جنوب يمتد بعيدا حتى القيامة، خالد كخلود الشمس...

http://web.comhem.se/kut/Novel.htm

لأول مره من منفاه القطبي تلفح انفه رئحه الشفلح، الصريم، الزور، الحطب البري، رائحة الشط، رائحة السجه الترابية، كل شئ يعيده كمن ودع صبح جميل عند ضفة دجله قبل ساعات....

اتحزملها يا مزعل شد من روحك لا تخلي الوهم يأخذ منك انت ابن خير الرجال... والنعم تمتم مع نفسه وهو يبحث عن( مسبحته) التي ترك استخدامها منذ سنين طويلة.

فأي( سبحه) يا مزعل مع القطب بلا ديوان ولا( الله بالخير ) هنا نحن أرقام كل شئ مختصر كروح تريد ان تغادر جسدا لا معنى لبقائه، انه موت لا يشبه حيوية موت أهلنا هناك حيث اللطم وشق الجيوب والرصاص المندلع من برانو قديمة وأصيص الجنائز منطلق نحو كربلاء... نحو مدينه ندفن فيها عظامنا، أحلامنا العصيه على التنفيذ، ونذرف دمع هو أخر حرز ثمين في عيوننا المليئة بالانكسار...

روح مزعل الدواح تتوزع بحده بكل تلك الذكريات القلقة لكل هذه السنين العجاف وذاك الموت البطئ الذي كان يعتقد للامس انه قادم لا محالة لينال روحه ببطء شديد كلذة أبديه....

تذكر كل صداقاته الحقيقية متمتما( يا الرايح لبغداد كله واخبرة ظلت بقايا الروح من رفع الإبرة…)

أي عذاب يجتاح الروح العليلة وأي لعنة يتركها سقوط القتلة، حيث يتركون شعوبا تصحوا على جريمة غير متوقعة بهذا الحجم والرعب والهول المخيف… !

اشتعلت روحة الطافحة بنشوة لذيذة هي بقايا ذلك العراق الباقي في عقلة وشغاف قلبه، شئ طافح بالجََّمال، سر الأرض، الهواء العذيبي المختلف، الحكايا القادمة والتفاصيل الصغيرة المنتشرة في كل زوايا المكان المتسع والمفتوح على أخر الدنيا. شئ ما جعل الفرح ممكنا، شعر بسعادة غامرة وان العالم أصبح أكثر رأفة، أكثر بهجة وان أمال عظام تمطر على كامل روحه الواهنة…

حمل حقيبته، غادر تلك البناية التي عاش فيها كل برد العالم وقسوة المنفى، لفحت وجهه رائحة مطر ناعم هي آخر نسمة عليلة من قطب رحيم احتضنه كل تلك السنين..!

شعر بفرح طاغ وان حياته قد تبدأ من جديد، من يدري….؟

سوالف مزعل الدواح

الجزء -2

كتابات - محسن صابط الجيلاوي نشرت في الحوار المتمدن كذلك

الطائرة تقلع الآن بعيدا عن هذه الأرض القصية، الطيبة، الباردة، الجميلة، والرحيمة بلا حدود. تقلع معها الروح إلى شئ ما من هذا العالم صُورَ بكل هذه الفداحة أو أُريد له أن يكون خرابا يشع من كل زوايا المكان الذي غادره عنوة كل هذه السنين العجاف، المليئة بالمنعطفات ومحطات الخطر، حيث الانتظار المُمل، الصراعات، واحباطات لا حدود لها مقرونة ببؤس الأيدولوجيا وتنوع الأمكنة القسريه والموت الآتي من أخبار شحيحة عن أهل يغادرون الحياة واحدا بعد الآخر. هذا الوطن بالنسبة لمزعل هو تشكيل متنوع من أم رائعة وأب مناضل وصداقات جميلة وحكايات طفولة شقية وعالم مشع بكل حيوية الأشياء حتى المتناهي صغرا وتأثيرا. أراد مزعل ان يحمي كل هذه الصور والمكونات المتناثرة بما يجعل ممكنا أن تكون لوحة الوطن بهية، رائعة وشفافة بكل ما يحمله جسده وعقلة من إصرار وإمكانية للدفاع والثبات حد الجنون عن شئ ما تلبس كامل حياته…

أخ شو هالعذاب يا مزعل، أي صبر من أيوب قد أخذت، لا تكبرها تره الدنيا بعدها بخير تمتم مع نفسه، شراح تشوف من قصص، حكايتك ستكون زغيره مثل رازونة بيتكم مو مثل شباك الشيخ ضاري.اف شو ذكرني بهل سالفة. والعباس ابو فاضل راح الكة الأمرين جوع وفقر وعذاب…

رغم الخراب يا مزعل روحك تطير، ترفرف إلى هناك إلى عش دافئ وحده يعطي السكينه لروح غصت بالكثير من الشجن اللعين..هناك ستلهبك ريح الجنوب, رائحة الطليع ومساءات الشط، رائحة دق القهوة في مساء ناعس على ارض البتراء، غناء الرعاة في يوم تموزي، أصوات البط البري، غزل طيور الدراج وسط رقص سنابل الحنطة الممتدة طويلا، أسراب طيور القطا في سماء زرقاء بهية اسمها العراق.هناك، هناك يا مزعل، أراد ان يدوي بهتاف لكن خجلا خدر كامل جسده، شعر بوهن وبأن العالم أصبح صغيرا وخانقا بشكل لا يطاق…

سالت دمعة لذيذة على خده مسحها بلا أباليه. أحس ان هذه الدمعة تعادل كل ثقل وقهر وكآبة هذا العالم المتجلد. رغم الخراب يا مزعل لكن روحك مشدودة إلى هناك إلى أرض وبشر وتفاصيل مختلفة جدا، لم يجدها أو يراها أو يألفها في كل هذا العالم اللامتناهي الذي تشردت روحك فوق ثناياه…

لقد حمل روح الفلاح بإصرار عجيب.كان رفاقه وأصدقائه يمزحون معه مرددين عند الضرورات يا فلاحنا الشهم كان يعتز بهذا مرددا قول جدته – انا بشاربك وسلاح يمناك تروح للفلا وروح وياك- أي عظمة وتكثيف في روح هذه الكلمات المليئة بكل الخوف النائم في روحيه فلاح الجنوب..حافظ مزعل كل هذه السنين على هذا الألق على هذه الروح أراد ان يشعر الآخرين وكل الأفنديه ان في روحه تنحفر عميقا كل أسرار الأرض السمراء…

تذكر صديقه القطبي، هذا الآتي من الفرات، رجل متدين يلتقي بشيوعي سابق. هذا الصديق الدافئ سعى له من خلال علاقاته مع (الأخوان) في القوى الدينية للحصول على فيزا دولة الكويت. بلا بوش دنيا هيج الكلوب أصبحت سواجي بحب العراق. تغير هذا العالم سريعا أسرع ربما من خطوط الشيب التي اعتلت كامل شعر رأسه..

العالم تغير وسيكتب لصديقه شاكرا وووو…

تعلن الطائرة عن قرب موعد هبوطها على أرض الكويت. من زمان لم يهاجر بروحه من الجنوب إلى الوطن شمالاً حيث الأهل والناس والعالم الذي أحب واشتاق ومعها دوره الحياة التي قد تعود من جديد.. من يدري؟

تلك هي الأقدار يا مزعل…!
Zeino
Zeino
Admin
Admin

المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 03/01/2008
العمر : 32
الموقع : http://www.banfahem.jeeran.com

http://banfahem.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى